L o a d i n g
وسائل التواصل الاجتماعي
تواصل معنا
info@sadnah.sa
+966 55 795 7524
ما هي العلاقة بين القهوة والكلمات؟

ما هي العلاقة بين القهوة والكلمات؟

باعتبار أن النظرة السائدة في هذا العصر للكُتاب والقراء ومجتمعهم هي أن القهوة لا تفارق جلساتهم الكتابية، ولا نكاد نرى قارءًا حاملًا لكتاب، إلا والقهوة بجانبه أو أمامه. ذلك دليل وجود علاقة طردية ما، وأن للقهوة دور سرّيّ قد لا يعرفه أي شخص خارج هذا المجتمع، وربما لم يكترث البعض أو لم يتكبدوا عناء التفكير في تفسير هذه الظاهرة وإن كانوا قد لاحظوها، لا يهم، فإن كنت قد لاحظت ذلك وتودّ إيجاد تفسير منطقيّ ستكون الدقيقة التالية هي دليلك للتفسير الذي تبحث عنه، ولا أضمن لك إن كان مقنعًا لك أم لا لكنني سأقدم لك حقائق علمية واجتماعية. في بادئ الأمر، ظاهرة القهوة في مجتمع الأدباء ليست ظاهرة مستحدثة، فهي موجودة قبل الأدب، بل أن الأدب خرج من المقاهي! فمثلًا، في كتاب جورج لومير "القهوة والأدب" تحدث عن ظاهرة المقاهي والأدباء من حول العالم من القاهرة وحتى باريس، وأثبت أن المقاهي دارٌ نشأ منها كل من هوى الأدب وغيرها من العلوم الأخرى كالفن والسياسة، ولا ننسى قصائد أدباء عرب كانت إما عن القهوة أو المقهى، كقباني ودرويش وغيرهم. ولو تفكّرنا في سبب لجوء هؤلاء الناس للمقاهي للكتابة أو غيره لبحثنا عن السر في هذه المقاهي، مكان هادئ يوفّر المشروبات ذات الكافيين الذي يحفّز الدماغ، وبعضها يقوم بتشغيل الموسيقى التي تحسّن المزاج، يالها من بيئة خصبة للكتابة! والموسيقى هنا تلعب دورًا مهمًا كالقهوة وإن كان أقل بقليل، لكنه بوجه العموم نجد أن الفكرة بتوفير البيئة المحيطية التي تحفز على العمل والكتابة أو القراءة، والآن صار الناس يوفّرون هذه البيئة لأنفسهم في أي مكان آخر، هنا يكمن السر في أن أغلب الأدباء والقراء نراهم يمسكون بكوب القهوة ويرتدون سماعات الأذن للحصول على التحفيز الذهني الكامل للاستمتاع بتلك اللحظة. لكن، بالرغم من كل ذلك، فلا القهوة ولا الموسيقى تحدد جودة الكتابة وانتقاء الكلمات، ككاتب، يجب أن تمارس الكتابة بشكل يومي ومستمر، والأولى من ذلك والأهم ورقم واحد في الترتيب، أن تكون لغتك ذات محصّلة واسعة من الكلمات والمفردات، ثم تستخدمها في التدريب اليومي الخاص بك، والمرحلة الثالثة هي الاستمرار بالقراءة فهي تزوّدك بالمفردات التي تحتاجها، تُطلعك على أساليب مختلفة في الكتابة وتوجّهك لاختيار الأسلوب الذي يناسب توجهك وشخصيتك.

حليمة الشمري كاتبة محتوى 2025 January 05

اترك تعليق